السياسة في موريتانياالرئيسية

انطلاق عمليات البذر الجوي في موريتانيا لإحياء الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية

انطلقت في موريتانيا عمليات البذر الجوي ضمن أسبوع الشجرة، بهدف بذر أكثر من 4 أطنان من البذور في 9 ولايات صحراوية لإحياء الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بمشاركة وزيري الدفاع والبيئة.

انطلقت صباح اليوم الخميس، في أجواء مفعمة بالأمل والطموح البيئي، عمليات البذر الجوي في مناطق واسعة من البلاد، وذلك بإشراف مشترك من معالي وزير الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، السيد حنن ولد سيدي، ومعالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، السيدة مسعودة بنت بحام ولد محمد لغظف، إلى جانب الفريق محمد فال الرايس الرايس، قائد الأركان العامة للجيوش.

وتأتي هذه العملية البيئية الكبرى في إطار الفعاليات الوطنية المخلدة لأسبوع الشجرة، التي تمتد على مدار أسبوع كامل، وتهدف إلى إعادة إحياء الغطاء النباتي في المناطق المتضررة من التصحر. وقد تم، خلال هذه الحملة، تخصيص ما يزيد على أربعة أطنان من البذور المختارة بعناية لأصناف الأشجار القادرة على التكيّف مع البيئة الصحراوية، لتبذر على مساحة شاسعة تقدر بـ6 ملايين و100 ألف هكتار.

وتشمل العملية تسع ولايات هي: آدرار، وإنشيري، وتيرس الزمور، وداخلت نواذيبو، والحوض الشرقي، والحوض الغربي، وتكانت، ولعصابه، واترارزه، ما يعكس طموحاً بيئياً شاملاً يمتد على عرض البلاد وعمقها.

وفي تصريح خصّت به الوكالة الموريتانية للأنباء، أكدت معالي وزيرة البيئة والتنمية المستدامة أن هذه الحملة ليست مجرد نشاط موسمي، بل هي حجر أساس في مسار بناء اقتصاد أخضر مستدام، لما تتيحه من فرص عمل خضراء وأنشطة مدرة للدخل تعود بالنفع المباشر على السكان المحليين في المناطق المعنية.

وأضافت الوزيرة أن قطاع البيئة دأب على تنظيم هذه العمليات منذ عام 1992، إلا أنها توقفت في فترات سابقة، قبل أن يُعاد إحياؤها سنة 2022، بتوجيهات سامية من فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في إطار رؤية استراتيجية تستهدف توسيع دائرة التدخل لتشمل كل الولايات ذات الخصوصية الصحراوية.

وبيّنت معاليها أن نتائج التقييم والمتابعة التي أجرتها الفرق الفنية المختصة أكدت تحقيق نتائج مشجعة، تمثلت في انتعاش ملحوظ للغطاء النباتي في العديد من المناطق المستهدفة، ما يعزز الثقة في نجاعة هذا التوجه الوطني الطموح في مواجهة التصحر وتغير المناخ.

هكذا، لا تقتصر هذه العملية على نثر البذور فحسب، بل تبذر معها أملاً متجدداً في مستقبل أخضر، أكثر توازناً واستدامة، لبلد يستعيد صلته الحميمة بأرضه، ويعيد رسم ملامح حياة جديدة من قلب الصحراء.

Laisser un commentaire

Articles similaires