محمد فال محمد تلميدي: البنّاء الهادئ في قيادة الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM)
منذ توليه قيادة أكبر شركة وطنية في البلاد عام 2021، يجسد محمد فال محمد تلميدي عهدًا جديدًا في تسيير الشركة الوطنية للصناعة والمناجم. فهو مهندس دولة، واستراتيجي واقعي، وفاعل أساسي في التحول الصناعي، أعاد للقطب الاقتصادي الأول في موريتانيا روحه وطموحه.
في الاقتصاد الموريتاني، قلّما يجمع مسؤول بين التواضع والكفاءة كما هو الحال مع محمد فال محمد تلميدي. فمنذ مارس 2021، يشغل منصب المدير العام للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM)، ويقودها برؤية واضحة ونهج صارم، في شركة تُعدّ منذ تأسيسها رمزًا للسيادة الاقتصادية الوطنية.
يحمل تلميدي شهادة مهندس دولة، وتكوينه الميداني داخل دواليب SNIM منحه خبرة عملية عميقة. شغل سابقًا مناصب استراتيجية في الشركة، من بينها المدير التجاري ومدير الموقع الصناعي، ما سمح له باكتساب خبرة مزدوجة في السياسات التسويقية وإدارة الإنتاج والصيانة في بيئة صحراوية معقدة.
كما تولى سابقًا منصب المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات والتراث المعدني (SMH PM)، وهو ما أتاح له الإلمام الكامل بملفات المعادن والطاقة، ليعود إلى SNIM محملًا برؤية شاملة واحترافية في قيادة المشاريع الكبرى.
تحت قيادته، بدأت SNIM تستعيد مكانتها بثقة. ففي سابقة تاريخية، تجاوزت مبيعات خام الحديد 14 مليون طن لأول مرة في تاريخ الشركة، مع تحميل سفينة CAPE SEAGULL في ميناء نواذيبو المعدني. هذا الإنجاز لم يكن محض صدفة، بل نتيجة مباشرة لاستراتيجية دقيقة والتزام جماعي من كافة فرق العمل.
وهو لا يتوانى، في كل مناسبة، عن الإشادة بجهود عمال الشركة، مع بقائه في الظل كقائد هادئ يؤمن بالعمل الجماعي، وينأى عن الأضواء والشعارات السياسية. ويرتكز أسلوبه في التسيير على ثلاثة محاور أساسية: الاستقلالية، والكفاءة، والتنمية المستدامة.
في هذا السياق، أطلق تلميدي برنامجًا استراتيجيًا طموحًا يهدف إلى زيادة الإنتاج، وتعزيز القيمة المضافة للموارد، وتحسين الخدمات الاجتماعية، مع الاستثمار في تطوير الموارد البشرية وتجديد البنية التحتية.
أداء SNIM لم يعد يُقاس فقط بالإنتاج والمداخيل، بل أيضًا بمساهمتها الفعلية في الاقتصاد الوطني. ففي عام 2022، ساهمت بنسبة 22٪ من ميزانية الدولة، و9٪ من الناتج المحلي الإجمالي، و32٪ من حجم الصادرات. وهي بذلك ركيزة اقتصادية وطنية تعود اليوم إلى الواجهة بثبات.
محمد فال محمد تلميدي يمثل عودة إلى جوهر المهمة الصناعية لـ SNIM: شركة وطنية تدار بكفاءة، وفق مبادئ الشفافية والمسؤولية. أعاد الثقة داخل المؤسسة، وفعّل دور الكفاءات، وأرسى أسس حكامة رشيدة تجعل من SNIM نموذجًا يحتذى به.
هو ليس مجرد مدير، بل مهندس رؤية اقتصادية. قيادته الصامتة والفعالة وضعت الشركة على مسار التحديث، مع الحفاظ على جوهر دورها كقاطرة للتنمية. وفي وقت تسعى فيه موريتانيا إلى نمو مستدام وسيادة اقتصادية حقيقية، يصبح النموذج الذي يقدمه تلميدي جديرًا بالدعم والحماية.
إن SNIM ليست فقط منتجًا للمعدن، بل قلب نابض للاقتصاد الوطني. ومحمد فال محمد تلميدي، على رأسها، يضمن لهذا القلب أن يستمر في النبض بما يتماشى مع طموح وطني متجدد.
الكلمات المفتاحية (SEO):
SNIM، محمد فال محمد تلميدي، الصناعة الموريتانية، الحديد الموريتاني، نواذيبو، القيادة الصناعية، الاقتصاد الموريتاني، SMH PM، التنمية المستدامة في موريتانيا.
أحمد ولد بتّار
صحفي، عضو شبكة الصحفيين الاقتصاديين المغاربيين
رابيد إنفو