الحوار الوطني في موريتانيا: الوطنيون في مواجهة خطابات الكراهية والانقسام
مع اقتراب موعد الحوار الوطني، ترتفع أصوات تحذّر من محاولات زرع الفتنة بين مكونات الشعب الموريتاني. من بين هذه الأصوات، موقف قوي للسياسي غورمو عبدو لُو الذي يندد بمن سماهم "المتطرفين من كل الأطراف".
الوطنيون
نواكشوط – مع اقتراب الحوار الوطني المرتقب، الذي يُنتظر أن يشكّل منعطفًا سياسيًا ومجتمعيًا في موريتانيا، بدأ المشهد العام يشهد توترات متزايدة، تغذيها بعض الخطابات والممارسات التي تسعى إلى بث الفرقة والكراهية بين المواطنين. وفي هذا السياق، نشر السياسي المعروف غورمو عبدو لُو تدوينة قوية على صفحته في فيسبوك، حذّر فيها من تصاعد هذه الظواهر المقلقة.
« مع اقتراب الحوار الوطني، الذي يخشاه المتطرفون أكثر من أي شيء، يعيد هؤلاء سلاحهم المفضل: الكراهية بين مكوناتنا ومواطنينا، محاولين زرع الفتنة عبر التضليل والمناورات الفجة وأحيانًا الحيل الماكرة »، كتب لُو في منشوره، مضيفًا بثقة: « لن ينجحوا! سيواصل الوطنيون من كل مكوناتنا السير معًا على درب الوحدة والديمقراطية والتنمية. »
الخوف من حوار يُخرج الحقائق إلى العلن
الحوار الوطني المنتظر لا يبدو مُرحّبًا به من الجميع. فبالنسبة للبعض، يمثل هذا الحوار تهديدًا لمواقع القوة القائمة، ويفتح المجال أمام طرح قضايا شائكة تتعلق بالعدالة الاجتماعية، والإنصاف التاريخي، والمواطنة المتساوية. من هنا، يخشى المتطرفون نجاح الحوار أكثر مما يخشون فشله، لأنه قد يفضح أساليبهم في استغلال الانقسامات العرقية والثقافية والقبلية لأغراض سياسية أو سلطوية.
الكراهية.. وصفة قديمة تُستَخدم مجددًا
غورمو عبدو لُو لا يكتفي بتشخيص الظاهرة، بل يفضح آلياتها: التضليل الإعلامي، الإشاعات، التلاعب بالرأي العام، تأجيج النزعات العرقية، استغلال الهويات لأغراض انتخابية أو خطابية. وغالبًا ما تنتشر هذه الأساليب على وسائل التواصل الاجتماعي، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ساحة معركة مفتوحة، يختلط فيها السياسي بالإثني، والديني بالإيديولوجي، في خليط خطير على السلم الأهلي.
ردّ وطني واضح: لن تمروا!
في مواجهة هذا الواقع، يوجّه لُو رسالة أمل وصمود، مؤكدًا أن الوطنيين في موريتانيا – من كل الجهات والانتماءات – لن يسمحوا بتمرير أجندات الكراهية والانقسام. بل إنهم، بحسب تعبيره، ماضون في مسيرة الوحدة والديمقراطية والتنمية، رغم العراقيل والاستفزازات.
دعوة لُو ليست مجرد ردّ فعل، بل تعبير عن إرادة جماعية تنمو داخل المجتمع الموريتاني، خاصة لدى الأجيال الجديدة، التي تتطلع إلى دولة عادلة تُحتَرَم فيها الحقوق، وتُصان فيها الكرامات، ويُقاس فيها المواطن بإنسانيته، لا بأصوله.
الحوار الوطني… إلى أين؟
نجاح الحوار الوطني سيتوقف على توفر شروط عدة:
- إرادة سياسية صادقة من طرف السلطة القائمة لفتح الملفات الجوهرية.
- إشراك جميع الأطراف دون إقصاء أو وصاية.
- ضمان حرية التعبير والنقاش دون خوف أو ترهيب.
إذا تحققت هذه الشروط، يمكن للحوار أن يكون لحظة تأسيسية حقيقية. أما إذا تم تحريفه أو تقزيمه، فسيخسر الجميع فرصة نادرة لإعادة بناء الثقة الوطنية.
خلاصة
منشور غورمو عبدو لُو ليس مجرد تنبيه، بل صرخة ضمير ونداء للوحدة الوطنية. ففي بلد ما زال يعيش تداعيات ماضيه الاستعماري والاجتماعي، يشكل الحوار فرصة لا ينبغي التفريط فيها. لكن النجاح لا يتحقق إلا إذا التقت الإرادات المخلصة، ورفضت الانجرار خلف دعاة التفرقة والتخوين.
Rapide info