موريتانيا تدعو إلى إصلاح جذري للنظام المالي الدولي خلال مؤتمر تمويل التنمية في إشبيلية

محمد السالك نوح إشبيلية – 30 يونيو 2025 – مراسل رابيد إنفو

في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FfD4)، المنعقد بمدينة إشبيلية الإسبانية، وجّه فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، نداءً قويًا لإعادة هيكلة النظام المالي الدولي بما ينسجم مع تطلعات الدول النامية ويعزز العدالة في توزيع التمويل التنموي.

دعوة لمراجعة المقاربات التقليدية

الرئيس الغزواني أكد أن المقاربات السائدة لم تعد قادرة على تلبية متطلبات التنمية المستدامة، محذرًا من تباطؤ التقدم في دول الجنوب إذا استمر الجمود في أدوات التمويل العالمية، مشيرًا إلى أن نسبة المساعدة الإنمائية الرسمية لا تزال دون السقف المتفق عليه دوليًا (0.7% من الناتج الداخلي الخام العالمي).

عرض للتجربة الموريتانية

وتطرق فخامة الرئيس إلى التجربة الموريتانية في تعزيز تعبئة الموارد الذاتية، من خلال رقمنة الاقتصاد، وتطوير القطاع الخاص، وتحسين الحوكمة الضريبية، مع تأكيده على أن التمويلات الخارجية تظل ضرورية لسد الفجوة التمويلية الكبيرة التي تعيق جهود التنمية في العديد من الدول النامية.

نظام مالي عالمي أكثر إنصافًا

وشدد على أن النظام المالي العالمي بحاجة إلى إصلاحات جوهرية تعكس أولويات الدول الأقل نموًا، مشيرًا إلى عبء المديونية الذي يثقل كاهل هذه الدول ويحول دون توجيه الموارد نحو القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة.

حضور دولي واسع ورسائل استراتيجية

وشارك في هذا الحدث أكثر من 70 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب قادة مؤسسات مالية دولية، وممثلي المجتمع المدني، والقطاع الخاص، في مجالات الطاقة، الغذاء، والرقمنة. وقد ركزت الجلسات رفيعة المستوى على إصلاح الهيكل المالي العالمي وتعزيز التضامن الدولي.

موريتانيا على خط المواجهة

مشاركة فخامة الرئيس الغزواني في هذا المؤتمر تعكس التزام موريتانيا العميق بقضايا التنمية الشاملة والعادلة، وسعيها للمساهمة الفعالة في بناء شراكات عالمية جديدة قائمة على العدالة والشفافية والاحترام المتبادل بين الشمال والجنوب.