رفض رسمي وشعبي… موريتانيا خارج مسار التطبيع مع إسرائيل قبل 4 ساعات
رفض رسمي وشعبي
أثار الحديث عن التطبيع بين إسرائيل وموريتانيا، حالة من الجدل والغضب في الشارع الموريتاني، ما دفع الحكومة للنفي بشكل عاجل.
وتحدثت وسائل إعلام أمريكية عن أن اللقاء الذي جرى بين الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، وذلك على هامش قمة مصغرة تجمع أمريكا بخمسة قادة من دول غرب أفريقيا، نهاية الأسبوع الماضي تناول ملف التطبيع مع إسرائيل.
على المستوى الرسمي، نفى وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان المتحدث باسم الحكومة الموريتانية، الحسين ولد مدو، أمس الجمعة، المعلومات حول لقاء مزعوم بين الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في واشنطن، أمس الجمعة.
وأكد الوزير في تصريح رسمي، أن الخبر عار تماما من المصداقية، وفق وكالة الأنباء الموريتانية.
في الإطار، أكد مدير مركز الأطلس للتنمية والبحوث الإستراتيجية بموريتانيا، الدكتور عبد الصمد ولد مبارك، أن « الحديث عن التطبيع بين إسرائيل وموريتانيا، مجرد شائعات حتى الساعة، من دون دليل حسب مجريات الأحداث ».
وأضاف في تصريحات لـ »سبوتنيك »، أن « الشارع الموريتاني لا يقبل التطبيع، بل يرفضه مسبقا، ويتعاطى مع القضية الفلسطينية بشكل شعبي غير منقطع النظير، ويعتبرها قضيته المصيرية وضمن اهتماماته اليومية، بعيدا عن التضليل الإعلامي والدعاية السياسية العمياء ».
وبشأن المواقف الرسمية الموريتانية من ملف التطبيع، أوضح ولد مبارك، « عدم ظهور نية رسمية من الحكومة الموريتانية في مسار التطبيع، كما تم تفنيد الرواية الشائعة بصفة رسمية من السلطات الموريتانية، ما يعني أنه لا مجال حتى الساعة لهذه الخطوة، بل هناك مد رسمي وشعبي متواصل لدعم القضية الفلسطينية، ومؤازرة غزة عبر الوقفات الشعبية والتبرعات والتضامن الدولي، في مسعى لجلب السلم والأمن للأراضي الفلسطينية ».
وشدد على أن « السلطات الموريتانية نفت بشكل قاطع أي خطوة للتطبيع مع « الكيان الصهيوني »، وجاء النفي على لسان الوزير الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، وبالتالي هذا تفنيد لمختلف الشائعات، وتأكيد على الموقف الرسمي الموريتاني من مجريات التطورات في منطقة الشرق الأوسط ».
من ناحيته، نفى الخبير السياسي الموريتاني، الدكتور بون باهي، « وجود أي مؤشرات بشأن التوجه للتطبيع وانضمام موريتانيا للاتفاقيات الإبراهيمية، وأن هناك شائعات تنفيها الحكومة الموريتانية، أطلقت من إعلاميين ومؤسسات إعلامية، بعد القمة الأمريكية الأفريقية المصغرة، ولقاء الرئيس الموريتاني، محمد الشيخ الغزواني، بنظيره الأمريكي، الذي كثيرا ما يلوح بامكانية انضمام دول أخرى لهذه الاتفاقيات، في سياق الرعاية الأمريكية لموجة التطبيع مع إسرائيل ».
وأضاف في تصريحات لـ »سبوتنيك »، أن « موريتانيا قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل منذ عام 2009 استجابة للمطالب شعبية، ومنذ ذلك التاريخ يسوغ النظام السياسي الموريتاني قطع العلاقات مع إسرائيل كإنجاز، كما أن موريتانيا بقيت على حيادها من ملف تطبيع بعض الدول العربية، ولم تشارك في التطبيع، كما أنها لن تقوم بمثل هذه الخطوة في ظل المجازر التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ».
وتابع: « الشارع الموريتاني الذي لم يهدأ منذ بداية العدوان على غزة، ولن يقبل بأي خطوة للتطبيع مع اسرائيل، وخصوصا في الوقت الحالي الذي يباد فيه الشعب الفلسطيني، وهذا يدركه النظام الموريتاني، لذا بادر الناطق باسم الحكومة الموريتانية بنفي أي لقاء للرئيس الموريتاني مع نتنياه أو أي مسؤول إسرائيلي آخر ».