السياسة في موريتانياالرئيسية

رد موريتاني على تجاهل الرئيس الأمريكي: خرق دبلوماسي يستوجب الإدانة

في مشهد مثير للجدل، تجاهل الرئيس الأمريكي رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال قمة دولية، مما أثار موجة من الغضب والانتقادات. هذه المقالة تسلط الضوء على خرق قواعد البروتوكول الدولي، وتدعو لرد رسمي يعزز كرامة الدولة وسيادتها.

احمد ولد اعمر
احمد ولد اعمر

من الواضح ان الرئيس الأمريكي لم يكن مهتما بمحتوي كلمات السادة رؤساء الدول الأفريقية أكثر من اهتمامه بعنوان القمة إعلاميا ومضمون ما سيعرضه علي اعضائها لاحقا
من عروض لمنتجات بلاده بأسلوب اقرب هو لعرض العضلات من خطة تسويقية معقلة !
ومحاولة ترسيخ سياسة الهيمنة التي تنتهزها أنظمة الدول العظمي علي بقية العالم
لذالك بدي متحمسا لدرجة الإخلال بقواعد البروتوكول الدولية والخروج عن الأساليب الأخلاقية لشعائر الضيافة
دون ان يجد من ينبه علي ذالك او يندد به ولو بكلمة
مما يجعلني اكتب ردا علي هذا التصرف الذي اعتبره غير لائق بوطني
مؤكدا علي ضرورة الالتزام بالبروتوكولات الدولية واحترام روساء الدول كرموز ممثلين لأوطان ذات سيادة وكرامة .
في عالم تحكمه الأعراف، وتُرسي فيه القوانين الدولية مبادئ الاحترام والتعاون بين الشعوب والدول، تبقى البروتوكولات الدبلوماسية من الركائز الأساسية في العلاقات الدولية.
وهي ليست مجرد طقوس شكلية، بل تعبير صريح عن الاحترام المتبادل بين الدول، وتعبر عن الالتزام بالسلوك الحضاري الذي يضمن الاستقرار والتعايش السلمي.
فأي انتهاك او عدم اعتبار لرئيس دولة لا يمس فقط كرامة الشخص المعني، بل يشكل خرقًا سافرًا للأعراف الدولية، وإهانة مباشرة لسيادة الدول التي يمثلها هولاء القادة.
حين يُستقبل رئيس دولة بطريقة متعالية، أو تُمارَس ضده تصرفات تنقص من مكانته، فإن هذا لا يُعد مجرد تجاوز شخصي، بل يمس بسيادة الدولة وشعبها ومكانتها الدولية
.
إن البروتوكول ليس ترفًا دبلوماسيًا، بل هو أداة لضمان الاحترام المتبادل وحفظ التوازن في العلاقات بين الدول، خصوصًا في ظل التوترات السياسية والاقتصادية التي تعصف بالعالم.
إن خرق البروتوكولات المتفق عليها دوليًا، كإستخدام لغة تهكمية أو إقصائية، يمثل جريمة دبلوماسية وأخلاقية يجب إدانتها
فهذه السلوكيات لا مكان لها في عالم يسعى إلى خلق علاقات متكافئة وسليمة بين الدول .
فلابد للمجتمع الدولي، وللهيئات الأممية، أن تقف بحزم ضد هذهة التصرفات، وأن تُحاسب الدول التي تسمح لسلوك رؤسائها أو مسؤوليها بتجاوز حدود اللباقة الدولية.
كما ينبغي على الدول التي تتعرض للإهانة أن ترد بصرامة دبلوماسية، وألا تتهاون في كرامتها ومكانتها، فالتسامح في هذه الحالات يؤدي جعل الأوطان ورموزها محل استصغار وموضع سخرية لكل من هب ودب.
ففي مشهد
أقلّ ما يُقال عنه إنه إهانة دبلوماسية فجّة، أقدم الرئيس الأمريكي – في موقف لا يمتّ للأعراف الدولية بأي صلة – على مقاطعة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية خلال مناسبة دولية، بشكل مستفز ومتعالٍ، يخالف كل القواعد الدبلوماسية والأخلاق السياسية.
هذا التصرف لا يُعبّر فقط عن انعدام اللياقة الشخصية أو ضعف التكوين الدبلوماسي لدى المسؤول الأمريكي، بل هو انتهاك مباشر لسيادة دولة محترمة وذات تاريخ وكرامة،
وهو ما يُعتبر جريمة دبلوماسية تستوجب الإدانة والرفض من كل الدول المحبة للسلام والاحترام المتبادل.
موريتانيا ليست دولة هامشية… والشعب الموريتاني ليس قابلًا للإهانة
موريتانيا، بتاريخها العريق، ووزنها الثقافي والسياسي في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، ليست دولة تُختزل في مشهد عابر من التهميش أو التجاهل. إنها بلد قائم بذاته، وذو سيادة كاملة، وشعبها يرفض أي سلوك ينطوي على الإهانة أو التقليل من شأن ممثليه الرسميين.
الرئيس الموريتاني، سواء اختلفنا أو اتفقنا مع سياساته، هو رمز سيادي يُمثّل الدولة في المحافل الدولية، وأي إهانة له هي إهانة مباشرة لموريتانيا، لأرضها، وشعبها، وتاريخها، وكرامتها.
فتصرف كهذا من رئيس أقوى دولة في العالم لا يُظهر القوة، بل يُظهر ضعفًا في الذكاء الدبلوماسي، وتعاليًا لا يليق بممثل دولة تُفترض فيها القيادة الأخلاقية قبل السياسية.
ندعو الحكومة الموريتانية إلى اتخاذ موقف رسمي واضح يدين هذا التصرف الغير لائق بفخامة رئيس الجمهورية حتي لا تكون صيحة حلم لرجل أخرص
الكرامة الوطنية لا تكتمل إلا بحمايتها، وحمايتها لا تكون بالصمت
ما نحتاج إليه اليوم ليس فقط قوانين مكتوبة، بل إرادة حقيقية لاحترام سيادة الدول ورموزها. إن أي انتقاص من كرامة رئيس دولة هو تعدٍّ على كرامة أمة بأكملها، وإن سكوت العالم عن هذه الإهانات يفتح باب الفوضى والإذلال الدبلوماسي.
كرامة الدول لا تُساوَم… واحترام رموزها واجب وليس خيارًا
تحيات المهندس
احمد ولد اعمر

Laisser un commentaire

Articles similaires