دونالد ترامب وجائزة نوبل للسلام: بين الطموح الدبلوماسي والجدل السياسي
تكرّر ذكر اسم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام، لا سيما عقب دوره في توقيع « اتفاقات أبراهام » بين إسرائيل ودول عربية. وبينما يرى مؤيدوه في هذه المبادرة خطوة سلام بارزة، يعتبرها منتقدوه تحركًا أحاديًا مثيرًا للجدل.
ترامب والمبادرات الدبلوماسية البارزة
منذ توليه الرئاسة عام 2017، لم يُخفِ دونالد ترامب اهتمامه بالجوائز الرمزية الدولية وعلى رأسها جائزة نوبل للسلام. ففي عام 2020، رشحه نواب نرويجيون للجائزة بعد توسطه في إبرام اتفاقات أبراهام بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
يرى المدافعون عن هذا الترشيح أن الاتفاقات ساهمت في تقليل التوتر بالمنطقة، وفتحت باب التعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين أطراف كانت تعتبر خصومًا سياسيين لعقود.
—
ترشيح محفوف بالجدل
غير أن هذا الترشيح أثار جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية. فالنقاد يرون أن هذه الاتفاقات لم تعالج أصل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنها جاءت على حساب الفلسطينيين، دون حلول عادلة لقضيتهم.
كما يُشير البعض إلى أن سياسة ترامب الخارجية بشكل عام، مثل انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، وتصعيده مع الصين، وخروجه من اتفاق باريس للمناخ، تتعارض مع روح « السلام » التي تجسدها الجائزة.
—
جائزة نوبل: بين الرمز والسياسة
لم تكن جائزة نوبل يومًا بمنأى عن الجدل. فقد سبق منحها لشخصيات مثل باراك أوباما عام 2009 وهنري كيسنجر عام 1973، وسط انتقادات واسعة. وفي حالة ترامب، يرى البعض أن إنجازاته الدبلوماسية واقعية، بينما يعتبرها آخرون سطحية أو مبنية على حسابات جيوسياسية مؤقتة.
—
الطموح لا يزال قائمًا
رغم مغادرته البيت الأبيض وإعادة انتخابه ، لا يزال دونالد ترامب يتفاخر بإنجازاته الدبلوماسية، ويعتبر أن جائزة نوبل حق مشروع له. ومع عودته إلى السباق الرئاسي في عام 2024، تظل هذه الجائزة ورقة رمزية في خطابه السياسي.
—
مُلحق – لمحة عن اتفاقات أبراهام
تاريخ التوقيع : سبتمبر 2020
الدول الموقعة : الإمارات، البحرين، السودان، المغرب، وإسرائيل
الأهداف : تطبيع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية
دور الولايات المتحدة : الوساطة والدعم الاستراتيجي
—
خاتمة:
ترشيح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام يعكس التباينات العميقة في تعريف « السلام » نفسه. وبين السياسة الواقعية والمثالية، تبقى مواقف ترامب مثار جدل في الأوساط السياسية والدبلوماسية، داخل الولايات المتحدة وخارجها.