السياسة في موريتانيا

تهدئة المناخ السياسي: أولوية وطنية

تمثل تهدئة المناخ السياسي، في تقديري، أولوية الأولويات. فقد كانت جوهر ما وعد به الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في خطابه الافتتاحي لحملته الرئاسية الأولى عام 2019، حين قدّم نفسه كمرشح يسعى لترسيخ قيم الجمهورية، مؤكّدًا أهمية استمرارية الدولة عبر تثمين مكاسبها، والاعتراف بأخطائها، والعمل على تجاوز إخفاقات الماضي بالحوار والتفاهم بين مختلف أطياف الطبقة السياسية.
وقد جسّد الرئيس ذلك فعليًا، إذ التقى بمختلف القادة السياسيين، بمن فيهم الأكثر راديكالية، حتى إن بعضهم قال إنه وجد في الرئيس غزواني «ضالته».
او كما قال صاحبه
غير أن السؤال الملحّ اليوم: ما الذي جرى حتى يتوتر المشهد من جديد؟
لماذا نعود إلى مربع ممل وغير مجدٍ، حيث تعود بذاءة الخطاب وحدة النبرة الراديكالية، ويعود. حديثٌ استفزازي عن مأمورية ثالثة، في أجواء تشبه حملة انتخابية سابقة لأوانها؟
هل قدَر السياسة الموريتانية أن تبقى أسيرة حلقة مفرغة من طبول الحملات الانتخابية؟
إنها، في كثير من الأحيان، نتيجة سلوكيات بعض الساسة في معسكر الموالاة الذين تحجب مصالحهم الضيقة عنهم واجب الإصلاح أو يعجزون عنه لافتقارهم إلى الكفاءة، فيجدون من بعض أطياف المعارضة الراديكالية حلفاء طبيعيين يقتاتون على الأزمات ويعوّلون على دعم خارجي. إنها ممارسات مألوفة للأسف.
وعليه أقولها نصيحة جامعة للموالاة والمعارضة معًا:
مصلحة موريتانيا، بكل أطيافها، تكمن في احترام الدستور والعمل الجاد على تهدئة الوضع السياسي وتعزيز الجبهة الداخلية.
وأمام القوى السياسية أربع سنوات كاملة لبناء خطاب جامع يوحّد الموريتانيين؛
فقد أثبتت التجربة أن التصعيد والراديكالية لا يؤديان إلا إلى تقوية معسكر الموالاة.
كما اثبت ان المعارضة رغم الصعوبات الهيكلية قادرة على تعبئة الرأي العام و ان. مستوى وعي الشعب الموريتاني بلغ حدًّا لم يعد يسمح بالكذب أو النفاق أو التصفيق المبتذل.
و حاصله اعطونا العافية …
عبد القادر ولد محمد

Laisser un commentaire

Articles similaires