بيدرو سانشيز يحذر من تهديدات تمويل التنمية المستدامة ويدعو إلى تعزيز التعددية
Rapide info
إشبيلية – في مستهل فعالية تمهيدية للقمة الرابعة للأمم المتحدة حول تمويل التنمية، وجّه رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، نداءً حازماً إلى المجتمع الدولي محذّراً من المخاطر الكبيرة التي تفرضها التخفيضات في الميزانيات على جهود القضاء على الفقر، ومواجهة التغير المناخي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ورغم أنه لم يذكر الولايات المتحدة ولا رئيسها دونالد ترامب بالاسم، فإن سانشيز أعرب عن قلقه إزاء تراجع الدعم الدولي في مجال التنمية، مشدداً على أهمية تعزيز الالتزام الدولي بالتمويل والمساعدة. ووفقاً لمصادر من قصر مونكلوا، فإن رئيس الحكومة الإسبانية يعتزم تبنّي خطاب متزن في الأيام المقبلة، تفادياً لأي مواجهة مباشرة مع الإدارة الأميركية، لا سيما بعد تصاعد التوتر مؤخراً بين مدريد وواشنطن على خلفية رفض إسبانيا تغطية 5% من نفقات الدفاع خلال قمة حلف الناتو.
وفي كلمته بإشبيلية، والتي حضرها أيضاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، دعا سانشيز إلى « تجديد التزامنا بالتعددية والتعاون والمسؤولية المشتركة » في وقت وصفه بـ »الحرج » دولياً.
تمكين الدول الفقيرة وإرساء عدالة ضريبية
وخلال مداخلته، طرح سانشيز عدة مبادرات لتعزيز فعالية المساعدات الدولية، منها تمكين الدول النامية من وضع استراتيجياتها التمويلية، وتخفيف أعباء ديونها من خلال آليات تحويل الديون إلى استثمارات، إضافة إلى الدعوة لتشكيل تحالف دولي يطالب بتضمين بنود لتعليق سداد الديون في حال وقوع كوارث.
كما دعا سانشيز إلى إصلاح المنظومة الضريبية العالمية بشكل يضمن مساهمة أكبر من قبل كبار الأثرياء والشركات، وأكد ضرورة تعزيز وصول النساء إلى التمويل، لما له من دور محوري في بناء مجتمعات مستدامة وأكثر عدلاً.
التزام إسباني تاريخي ومطالبات دولية
وجدد رئيس الوزراء الإسباني التزام حكومته بتخصيص 0,7% من الناتج المحلي الإجمالي للمساعدة الإنمائية الرسمية، وهو التزام تاريخي لم يتم تطبيقه فعلياً بعد. كما حثّ بقية الدول على تحقيق هذا الهدف. وختم قائلاً: « هذه ليست مجرد قمة إضافية، بل لحظة حاسمة لاتخاذ قرارات جريئة ».
ويأتي هذا الخطاب في ظل ظروف داخلية معقدة تمر بها الحكومة الإسبانية، حيث ما تزال قضية الفساد المرتبطة بسانتوس سيردان حاضرة في المشهد السياسي، الأمر الذي يمنح سانشيز فرصة لتحويل الأنظار إلى قضايا دولية تعكس رؤية حكومته للعدالة والاستدامة.