الرئيسيةالعالم

تعزيز الشراكة بين إسبانيا وموريتانيا في نواكشوط وسط أزمة المهاجرين في جزر الكناري

اختتمت إسبانيا وموريتانيا أول اجتماع رفيع المستوى بإعلان تعاون موسع في مجالات الهجرة والأمن والتنمية، بينما لا يزال أكثر من 827 قاصرًا مهاجرًا عالقين في جزر الكناري في انتظار تنفيذ قرار المحكمة العليا.

نواكشوط، 16 يوليو 2025 – Rapide info

اختتم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم الأربعاء في نواكشوط أول اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا وموريتانيا، وهو حدث دبلوماسي غير مسبوق يعكس التقدم المتزايد في العلاقات الثنائية بين البلدين. وقد أسفر الاجتماع عن إعلان تعزيز التعاون في مجالات الهجرة والأمن والتنمية الاقتصادية.

غير أن هذا التقارب السياسي يأتي في وقت تشهد فيه جزر الكناري الإسبانية أزمة إنسانية صامتة: أكثر من 827 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم لا يزالون عالقين، في انتظار تنفيذ قرار المحكمة العليا الذي يلزم الحكومة الإسبانية بتحمل مسؤولية رعايتهم.

شراكة استراتيجية لمواجهة التحديات المشتركة

عقدت المحادثات بين الوفدين الإسباني والموريتاني في أجواء ودية لكنها مشبعة بالجدية، إذ تواجه الدولتان تحديات أمنية ومهاجرية متزايدة. وقال بيدرو سانشيز في ختام الاجتماع: « موريتانيا تمثل حجر زاوية في استقرار منطقة الساحل، ونحن ملتزمون بتعزيز التعاون معها على أساس الاحترام المتبادل ».

تضمنت نتائج الاجتماع توقيع اتفاقيات في مجال مكافحة تهريب البشر، وتعزيز قدرات الأمن الموريتاني، وزيادة الدعم الإسباني للمشاريع التنموية في المناطق الموريتانية الأكثر هشاشة.

أزمة القاصرين في الكناري: امتحان للالتزام الإنساني

على الرغم من الإشادة الرسمية بالتعاون مع موريتانيا للحد من الهجرة غير النظامية، فإن الوضع الإنساني في جزر الكناري يكشف مفارقة مقلقة: 827 طفلاً مهاجراً ما زالوا في مراكز إيواء مؤقتة، وسط عجز حكومي عن تنفيذ القرار القضائي الذي يقضي بنقل وصايتهم إلى الدولة.

وانتقد رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيخو، بشدة تأخر مدريد قائلاً: « نحن نتحمل مسؤولية تفوق طاقتنا، والدولة ملزمة قانونيًا وأخلاقيًا بتولي رعاية هؤلاء الأطفال ».

أصوات نقدية وتحديات مستقبلية

فيما وصفت الحكومة الإسبانية الاجتماع في نواكشوط بـ »الناجح »، وجهت منظمات غير حكومية ونواب من المعارضة انتقادات حادة لما اعتبروه « تناقضًا » بين الخطاب الإنساني الإسباني في الخارج، والتقصير في الداخل.

من جانبها، ترى نواكشوط في هذا التعاون فرصة لتعزيز صورتها الدولية كشريك موثوق به في مكافحة الهجرة، والحصول على دعم مالي وتقني إضافي.

هل هي شراكة حقيقية أم آلية لردع الهجرة؟

يحذر خبراء في العلاقات الأوروبية الإفريقية من أن هذه الاتفاقيات قد تتحول إلى مجرد آلية لتفويض مراقبة الحدود إلى بلدان الجنوب، دون معالجة الأسباب الجذرية للهجرة.

وقال أحد المحللين لصحيفة « إلبايس »: « إذا لم يصاحب التعاون ضمانات حقيقية لاحترام حقوق الإنسان، فإنه قد يسهم في تفاقم التهميش والقمع بدلًا من التنمية ».

في الختام

يمثل الاجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا وموريتانيا خطوة مهمة نحو تعاون أعمق في مجالات الهجرة والأمن والتنمية. لكنه يسلط الضوء أيضًا على تناقضات السياسة الإسبانية، خاصة في ما يتعلق بأزمة القاصرين في جزر الكناري، الذين ينتظرون الوفاء بالالتزامات القانونية والإنسانية تجاههم.

إطار معلوماتي – أرقام أساسية

827: عدد القاصرين غير المصحوبين العالقين في جزر الكناري.

1: أول اجتماع رفيع المستوى بين إسبانيا وموريتانيا.

200 ملايين يورو: الدعم الإسباني لصالح موريتانيا.

12%: نسبة المهاجرين الذين وصلوا إلى جزر الكناري في 2024 قادمين من موريتانيا.

Laisser un commentaire

Articles similaires